سرقة تماثيل رومانية من متحف دمشق الوطني في عملية ليلية جريئة
أعلنت السلطات السورية عن سرقة ستة تماثيل أثرية تعود إلى الحقبة الرومانية من المتحف الوطني في العاصمة دمشق،
في واحدة من أكثر عمليات السطو الثقافي جرأة منذ سنوات.
تفاصيل الحادثة
وقعت السرقة ليل الأحد الماضي، وتم اكتشافها صباح الإثنين،
عندما لاحظ موظفو المتحف أن باب قسم الآثار الكلاسيكية مكسور،
لتتبيّن بعدها سرقة عدد من القطع المعروضة، بينها ستة تماثيل رخامية نادرة.
أغلقت إدارة المتحف أبوابه مؤقتًا لتمكين فرق التحقيق من رفع البصمات ومراجعة كاميرات المراقبة،
فيما بدأت السلطات السورية تحقيقًا رسميًا بالتعاون مع الشرطة المحلية وهيئة الآثار العامة.
أهمية المتحف الوطني في دمشق
يُعتبر المتحف الوطني بدمشق من أقدم وأهم المتاحف في الشرق الأوسط،
ويضم قطعًا أثرية تعود إلى حضارات تمتد من العصور السومرية والآرامية حتى العصر الإسلامي.
وكان المتحف قد أُعيد افتتاحه في يناير الماضي بعد سقوط نظام الأسد،
مزودًا بمنظومة أمنية جديدة وكاميرات مراقبة حديثة.
وخلال سنوات الحرب السورية، ظل المتحف مفتوحًا في أغلب الأوقات،
لكنه أغلق مؤقتًا أثناء انهيار الحكومة السابقة خوفًا من عمليات نهب واسعة.
وقالت ريما خوان، أمينة المتحف، في تصريحات سابقة لوكالة الأسوشيتد برس:
"الأحداث كانت سريعة ومربكة... لكن الحمد لله لم نتعرض لأضرار جسيمة، بل كان الخوف أكبر من الخسارة."
تصاعد تهريب الآثار في سوريا
مشيرًا إلى أن أجهزة التنقيب عن الكنوز أصبحت متاحة بسهولة،
وأن قطعًا أثرية حقيقية ومزيفة تُباع علنًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعا المجلس حينها السلطات داخل سوريا وخارجها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية التراث السوري المهدد.
سوريا... أرض التاريخ والحضارة
تضم سوريا ستة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو،
منها مدينة تدمر الأثرية التي دمّر تنظيم "داعش" أجزاءً كبيرة منها عام 2015،
إضافة إلى مدينة دمشق القديمة،
التي تُعد من أقدم مدن العالم المأهولة وتضم ما يقارب 125 معلمًا تاريخيًا يمتد عمرها لأكثر من 5000 عام.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف في بيان سابق:
"التراث السوري واجه أعمال تخريب وسرقة وتدمير ممنهج في مواقع عدة خلال السنوات الماضية."
سرقة باريس تربك العالم الفني
تأتي سرقة متحف دمشق بعد ثلاثة أسابيع فقط من عملية سطو ضخمة في متحف اللوفر بباريس،
حيث سرق لصوص مجوهرات تفوق قيمتها 100 مليون دولار.
الشرطة الفرنسية تمكنت من توقيف عدد من المشتبه بهم،
لكن المجوهرات ما زالت مفقودة حتى الآن.
عمليات نهب التراث لم تعد تقتصر على أزمنة الحروب،
بل تحوّلت إلى سوق عالمية مربحة تهدد ذاكرة الشعوب وهويتها الثقافية.
وسرقة تماثيل دمشق ليست مجرد جريمة ضد المتحف…
بل جريمة ضد التاريخ نفسه.
مدونة عربية حديثة تجمع بين المعرفة والمتعة، تنقلك من أعمق المناجم إلى أبعد المجرات.
نكتب عن الاكتشافات، الفنون، السفر، والعلوم بطريقة تبسّط الفكرة وتثير الفضول.
هنا... نبحث عن القصص التي تستحق أن تُروى.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق