ألم الولادة: أسبابه، مراحله، وكيف يمكن التخفيف منه
يُعدّ ألم الولادة واحدًا من أكثر التجارب الجسدية تعقيدًا التي تمرّ بها المرأة، ويختلف الإحساس به من امرأة لأخرى اعتمادًا على عوامل متعددة تشمل الحالة الجسدية، والوضع الصحي للحمل، والاستعداد النفسي. ويصف كثير من الأطباء هذا الألم بأنه “عملية فسيولوجية طبيعية”، تحدث نتيجة انقباضات منتظمة تهدف إلى دفع الجنين خارج الرحم.
ما هو ألم الولادة؟
ألم الولادة هو مجموعة من الانقباضات العضلية القوية التي تحدث في الرحم، وتزداد شدّتها تدريجيًا مع تقدّم مراحل المخاض. ويشمل الألم:
-
أسفل البطن
-
أسفل الظهر
-
الحوض
-
المنطقة الفخذية
وقد يصاحبه ضغط شديد نتيجة نزول رأس الجنين.
أسباب الألم أثناء الولادة
يحدث الألم بسبب عوامل فسيولوجية عدة، أهمها:
1) انقباضات الرحم
يُعدّ الانقباض المنتظم للرحم المصدر الرئيسي للألم، إذ تمارس عضلات الرحم ضغطًا قويًا لدفع الجنين نحو قناة الولادة.
2) توسّع عنق الرحم
يزداد ألم المخاض مع توسّع عنق الرحم من 1 إلى 10 سنتيمترات، وهي مرحلة تحتاج إلى جهد عضلي كبير.
3) ضغط الجنين
عند نزول رأس الجنين يحدث ضغط على الأعصاب والأعضاء المجاورة، ما يزيد الإحساس بالألم.
4) تغيّرات الهرمونات
ارتفاع هرمونات معينة أثناء المخاض يزيد من حساسية الأعصاب ويُسهم في زيادة الألم.
مراحل ألم الولادة
يمرّ المخاض بثلاث مراحل رئيسية:
1) المرحلة الأولى: بدء الانقباضات
-
انقباضات خفيفة ثم متوسطة
-
يبدأ عنق الرحم بالتوسّع
-
قد تستمر لعدة ساعات
2) المرحلة الثانية: الولادة الفعلية
-
انقباضات قوية ومتقاربة
-
نزول رأس الجنين
-
شعور بالضغط الشديد في منطقة الحوض
3) المرحلة الثالثة: خروج المشيمة
ألم هذه المرحلة أخف بكثير، ويستمر لفترة قصيرة.
عوامل تحدد شدّة الألم
تختلف تجربة الولادة بناء على:
-
عمر الأم
-
عدد الولادات السابقة
-
وضع الجنين
-
اللياقة البدنية
-
الحالة النفسية
-
طول المخاض
النساء اللواتي يُمارسن الرياضة ويملكن لياقة جيدة غالبًا يشعرن بألم أقل.
طرق التخفيف من ألم الولادة
1) تقنيات التنفس
التنفس العميق والمتدرّج يساعد على تخفيف التوتر وتنظيم الانقباضات.
2) الحركة وتغيير الوضعيات
المشي أو الجلوس على كرة الولادة يخفف الضغط على الظهر ويُسهّل نزول الجنين.
3) التدليك الحراري
استخدام كمادات دافئة على أسفل الظهر يخفف الألم لدى الكثير من النساء.
4) المسكنات الطبية
تتضمن:
-
التخدير النصفي (إبرة الظهر)
-
غازات الاسترخاء
-
المسكنات الوريدية
يُحدَّد نوعها وفق الحالة الطبية وتوجيه الطبيب.
5) دعم الشريك أو الممرضة
الدعم النفسي له تأثير مباشر على الإحساس بالألم وطول المخاض.
هل تختلف الولادة الأولى عن الولادات اللاحقة؟
عادةً تكون الولادة الأولى أطول وأكثر ألمًا، بينما تكون الولادات التالية أسرع بسبب:
-
توسّع الحوض مسبقًا
-
استجابة الجسم الأفضل للهرمونات
-
خبرة الأم في التعامل مع الألم
متى يجب التوجّه للمستشفى؟
يُفضَّل الذهاب فورًا عند حدوث:
-
انقباضات منتظمة كل 5 دقائق
-
نزول ماء الجنين
-
نزيف غير طبيعي
-
حركة قليلة للجنين
-
ألم شديد مستمر
أسئلة شائعة حول ألم الولادة (FAQ)
هل الولادة الطبيعية دائمًا مؤلمة؟
نعم، لكن مستوى الألم يختلف. وتتوفر تقنيات كثيرة للتخفيف منه.
هل إبرة الظهر آمنة؟
هي آمنة ومعتمدة طبيًا، ويُحدد توقيتها حسب الحالة.
هل يمكن الولادة دون ألم؟
تستطيع بعض النساء الولادة دون ألم تقريبًا باستخدام التخدير الكامل للمخاض.
هل الألم يؤثر على صحة الجنين؟
لا، طالما أن المخاض طبيعي ويتم تحت إشراف طبي.
مدونة عربية حديثة تجمع بين المعرفة والمتعة، تنقلك من أعمق المناجم إلى أبعد المجرات.
نكتب عن الاكتشافات، الفنون، السفر، والعلوم بطريقة تبسّط الفكرة وتثير الفضول.
هنا... نبحث عن القصص التي تستحق أن تُروى.