الاحتراق الوظيفي… ما هو؟ وكيف يمكن معالجته بطريقة واقعية؟
أصبح الاحتراق الوظيفي من أكثر المشكلات انتشارًا بين الموظفين والموظفات،
خصوصًا مع ضغط المهام، سرعة العمل، وأدوار غير واضحة.
ومع الوقت، يشعر الشخص وكأنه “يفقد نفسه” داخل العمل دون أن يشعر.
أولًا: ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي ليس مجرد تعب مؤقت…
هو حالة نفسية وجسدية تصيب الشخص عندما يعيش:
-
إجهاد متواصل
-
مهام أكبر من طاقته
-
غياب التقدير
-
تشويش في الأدوار
-
ضغوط بلا توقف
ويظهر عادة على شكل:
-
فقدان الحماس
-
نوم متقطع
-
فقدان التركيز
-
مشاعر ضيق بلا سبب واضح
-
نظرة سلبية لكل شيء
-
رغبة قوية في الانسحاب
ثانيًا: لماذا يحدث الاحتراق الوظيفي؟
ليس بسبب “العمل” فقط… بل بسبب سوء إدارة الحياة حول العمل.
غالبًا ما يكون السبب:
– بيئة عمل مرهقة
كثرة المهام – مدير متطلب – توقعات غير منطقية.
– عدم وجود حدود شخصية
الشخص “لا يعرف يقول لا”، فيتحول لكل شيء إلى التزام إضافي.
– ضعف التوازن بين الحياة والوظيفة
عمل بلا راحة، ومهام في كل وقت.
– الشعور بأن العمل لا يقدّر الجهد
أخطر نقطة… تجعل الموظف يفقد المعنى.
– عدم وضوح المسار المهني
العمل كثير… لكن النتيجة “مجهولة”.
ثالثًا: كيف تعرف أنك وصلت للاحتراق فعليًا؟
هذه أكثر العلامات دقة:
1. تشعر وكأنك تعمل بجسدك فقط
عقلك غائب… وروحك ليست معك.
2. أبسط مهمة تُصبح ثقيلة جدًا
حتى الرد على رسالة يُعتبر إنجازًا.
3. تفقد المتعة في الأشياء التي كنت تحبها
الهوايات تتلاشى… والاهتمام ينخفض.
4. نومك غير مريح مهما نمت كثيرًا
النوم أصبح “هربًا”، وليس راحة.
5. تغيّر في الشخصية
غضب… انزعاج… حساسية عالية… فقدان صبر.
لو ظهرت 3 نقاط من هذه…
فأنت “قريب جدًا”.
ولو ظهرت 5… فأنت “داخل الاحتراق فعليًا”.
رابعًا: كيف نعالج الاحتراق الوظيفي؟ (حلول عملية، ليست تنظير)
حل 1: أعد ضبط حدودك المهنية
لست ملزم على كل شيء تقوله “نعم”.
ضع هذه القاعدة:
“لا أقبل أي مهمة جديدة إلا بعد معرفة وقتها، أهميتها، وتأثيرها على جدولي.”
قاعدة واحدة… تغيّر 40٪ من الضغط.
حل 2: استعادة “المسافة” بينك وبين العمل
المشكلة ليست في العمل نفسه،
المشكلة في أنك قريب منه أكثر من اللازم.
-
لا تفكر في العمل بعد الدوام.
-
أوقف إشعارات البريد.
-
افصل بين الكمبيوتر الشخصي والعملي.
-
لا تُجيب بعد ساعات العمل إلا للضرورة القصوى.
هذا ليس “هروبًا”…
هذا تنظيم صحي للعقل.
حل 3: قلِّل المهام، وركّز على 3 فقط يوميًا
القائمة الطويلة تقتل الطاقة قبل ما تبدأ.
اختر 3 مهام فقط في يومك…
وكل ما زاد عنها هو “إضافة لطيفة”.
هذا يخلق إحساس الإنجاز بدون ضغط.
حل 4: عط نفسك “استراحة ذكية”
ليست استراحة طويلة…
يكفي 10 دقائق كل 90 دقيقة:
-
تنفّس
-
امشِ قليلًا
-
اغسل وجهك
-
أغلق عينيك
العقل يعيد شحنه أسرع مما تتخيل… لكن بشرط “الهدوء”.
حل 5: تواصل مباشر مع مديرك لطلب تعديل منطقي
لو مهامك تفوق طاقتك،
المطلوب ليس الصبر… بل التفاوض:
“كي أقدّم جودة أعلى، أحتاج ترتيب المهام حسب الأولوية، وتقليل ما يمكن تأجيله.”
هذه الجملة وحدها تغيّر طريقة تعامل المدير 180 درجة.
حل 6: جد لك “حياة خارج العمل”
الاحتراق يزيد عندما لا يملك الشخص:
-
نشاط ممتع
-
علاقة اجتماعية صحية
-
رياضة
-
وقت شخصي
اختر شيئين فقط:
رياضة خفيفة + نشاط اجتماعي بسيط
وبتشوف الفرق خلال أسبوعين.
حل 7: إجازة قصيرة… وليس هروب طويل
أحيانًا الحل فعليًا:
3 أيام إجازة فقط.
ليس سفر…
ليس شيء كبير…
فقط توقف بسيط ينعش مخك من جديد.
الاحتراق الوظيفي ليس علامة ضعف،
بل علامة أنك تحاول أكثر من طاقتك.
ومهمتك الآن ليست الاستمرار بالقوة…
بل استعادة نفسك وتوازنها قبل أي شيء آخر.
التغيير يبدأ من خطوة واحدة:
“حدود واضحة + وقت شخصي + تنظيم واقعي للمهام.”
مدونة عربية حديثة تجمع بين المعرفة والمتعة، تنقلك من أعمق المناجم إلى أبعد المجرات.
نكتب عن الاكتشافات، الفنون، السفر، والعلوم بطريقة تبسّط الفكرة وتثير الفضول.
هنا... نبحث عن القصص التي تستحق أن تُروى.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق